الاثنين، 31 أغسطس 2009

كتاب حقائق عن التصوف

بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لكم هنا الكتاب الرائع والنافع الذي ألفه سيدي الشيخ

عبد القادر عيسى رحمه الله

وهو كتاب

( حقائق عن التصوف )

نرجو لكم كل النفع منه ...

لتحميل الكتاب اضغط هنـــا

الاثنين، 17 أغسطس 2009

سيرة سيدي الشيخ عبد القادر عيسى الحلبي

الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله



هو سيدي الشيخ عبد القادر بن عبد الله بن قاسم بن محمد بن عيسى عزيزي الحلبي الشاذلي، يصل نسبه بالشيخ عمر البعاج إلى سبط رسول الله، صلى الله تعالى عليه و سلم، الحسين بن علي .
ولد في مدينة حلب الشهباء سنة 1338 من الهجرة النبوية الشريفة، والمصادف 1920 من ميلاد السيد المسيح عليه السلام، من أبوين أميّين من عوام المسلمين، وعاش في كنفهما عيشة رغد ورخاء، حيث كان والده يعمل في الجمارك.
حُبب إليه رحمه الله تعالى في مقتبل عمره النشاط والرياضة والكشافية؛ فكان يلبس أحسن الثياب، ويتزين في أفخم صالونات حلب للحلاقة، ويتطيب بأفخر أنواع الطيب.
ثم جذبتْه يدُ العناية الإلهية من الدنيا وزينتها، فأعرض عما كان فيه من اللهو واللعب والزينة والطيب، وحلق شعره، ولبس الثياب المرقعة، وصحب الصالحين من أهل الجذب، في الفترة من سنة 1939 حتى 1942، مدة أربع سنوات تقريباً، كان خلالها يميل إلى الجذب مع بقيةٍ من الصحو حفظتْه من حال أهل الجذب.
وكان رحمه الله تعالى قبل ذلك لا يثبت على عمل من الأعمال الدنيوية رغم محاولاته الكثيرة، فقد عمل نجاراً وخياطاً، واشتغل بالتجارة فترة قصيرة، ولكنه لم يثبت على ذلك، صرفاً من الله تعالى عن ذلك، إلى أن أقنعه والده بالعمل معه في الجمارك، ولكن جذبته يد العناية الإلهية من الدنيا وأسبابها، فأقبل على الله تعالى.
ثم حُبِّب إليه طلب العلم، فصحب العلماء، منهم الشيخ محمد زمّار والشيخ أحمد معودّ، ثم صحب الشيخ حسن حساني شيخ الطريقة القادرية، فسلك الطريق على يديه، وأذن له الشيخ حسن بالختم القادري، وخلال صحبته للشيخ حسن حساني انتسب إلى المدرسة الشعبانية في 24/12/1949 ودرس فيها مدة ست سنوات كاملات، كان خلالها إماماً لمسجد ساحة حَمَد، وكان مسجداً لا تُقام فيه الجمعة، وكان مهملاً، وكاد أن يُخرب، فعمل الشيخ على ترميمه وإصلاحه، وأحدث فيه منبراً للخطابة، وذلك في 21/1/1957.
اجتمع في الشيخ رحمه الله تعالى خلال دراسته في المدرسة الشعبانية من الصفات الطيبة المباركة، والأخلاق العلية، والهمة العالية، ما ينبىء عن خير واعدٍ، فسلك على يديه عدد من زملائه في المدرسة وهو لا يزال طالباً فيها، فكان شيخاً من جهة وتلميذاً طالباً من جهة أخرى.
ومما يدل على علو همته، وصدق إقباله على الله عز و جل؛ أنه لم تغرَّه المشيخة، ولم يقنع بما وصل إليه من الحال والجاه، فراح يبحث عن المرشد الكامل الذي يعرّفه على الله عز و جل، ويعبر عن ذلك فيقول رحمه الله تعالى:“كنت أقرأ في كتاب (إيقاظ الهمم في شرح الحكم) لابن عجيبة، فأرى فيه أشياء لم أكن متحققاً بها - رغم كوني شيخاً - فعرفت أنه لا بد لي من صحبة مرشدٍ كامل”.
ولم يجد بغيته في حلب فسافر إلى دمشق، والتقى بكثير من مشاهير علمائها، ممن اجتمع عليهم خلق كثير لعلمهم وفصاحتهم وبلاغتهم، ولكنه لم يجد في واحد منهم مبتغاه، فتردد إلى زيارة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رحمه الله تعالى، فأُلهم بصحبة الشيخ محمد الهاشمي شيخ الطريقة الشاذلية، فبحث عنه فوجده في الجامع الأموي الكبير بدمشق يُقرر بعض مباحث علم التوحيد، وحوله ثلة قليلة من إخوانه يعظهم ويعلمهم، فأقبل على مجلس الشيخ وحضره ثم تعرف إلى الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى، فقال له الشيخ محمد الهاشمي: “جئتَ آخرَ الناس، وتكونُ أولَهم بإذن الله، فأنا أنتظرك منذ زمنٍ طويل.” فتَّم للشيخ رحمه الله تعالى مبتغاه من صحبة المرشد الكامل، فصحب الشيخ الهاشمي رحمه الله تعالى سنة 1952م إلى أن توفاه الله تعالى.
ولما رأى الشيخُ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى في شيخنا أهليته للإرشاد، أذن له بالورد العام والخاص في الطريقة الشاذلية، كما أذن له بالتربية والإرشاد كما هو مبين في الإجازة الموجود نصها على صفحات آخر هذا الكتاب، وذلك في سنة 1337 هـ - 1958 م.
استمر الشيخ رحمه الله تعالى إماماً وخطيباً في مسجد ساحة حَمَد، إلى أن توفي الشيخ محمد الرزّاز إمام وخطيب جامع العادلية، حيث انتقل الشيخ رحمه الله تعالى إليه، فأقام فيه مجلساً للذكر بعد صلاة العشاء من يوم الخميس من كل جمعة، وكان ذلك في 21/12/1963م.
كان جامع العادلية مهملاً، حيث كانت ساحته مرعى للمواشي، وكان يشكو إلى الله تعالى قلة المصلين، فراح الشيخ يعمل على إصلاحه وصيانته، حتى غدا الجامع مقصداً لطلاب العلم، وأهل الطريق، وعمر الجامع بمجالس العلم ومجالس الذكر، وطارت شهرة الشيخ في الآفاق، فأقبل الناس عليه بمختلف فئاتهم من عوام ومثقفين وطلاب علم، فغدا جامع العادلية مدرسة تشع بالعلم والنور، وانتشر طريق التصوف بعد أن نقَّاه الشيخ من كثير من المخالفات الشرعية والشطحات وغيرها مما كان الناس ينفرون منه - كما تجد ذلك على صفحات هذا الكتاب - وعشق الناس التصوف، وانتشرت طريقة الشيخ في كل أنحاء القطر العربي السوري، فلا تكاد تجد مدينة أو قرية إلا وللشيخ فيها إخوان ومريدون، بل جاوز ذلك إلى البلاد المجاورة؛ كالأردن وتركيا ولبنان والعراق، ثم جاوزت شهرة الشيخ ذلك كله، فلا تكاد تجد بلداً في الدنيا إلا وللشيخ فيه إخوان ومريدون، فوصلت طريقته إلى الكويت والسعودية والمغرب، وجنوب إفريقيا والهند وباكستان، وإنكلترا وبلجيكا وفرنسا، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم، مما يدل على باع الشيخ الطويل في المعرفة والتربية والإرشاد.
يعد الشيخ رحمه الله تعالى في طليعة المجددين للطرق الصوفية عامة والطريقة الشاذلية خاصة، يشهد لذلك كتابه هذا الذي طبع مرات متعددة وترجم إلى اللغة الإنكليزية واللغة التركية، وطارت شهرته في الآفاق، كما يشهد لعلو مقام الشيخ كثرةُ إخوانه على اختلاف فئاتهم من جميع طبقات الناس في كل بقاع الأرض، الذين يعتبرون بحق كتباً ناطقة عن الشيخ الذي لم يخلف من الثروة العلمية إلا هذا الكتاب، وذلك بسبب واجبات الدعوة الإصلاحية التي حملها على كاهله في نشر الطريق الصحيح القائم على الكتاب والسنة المطهرة، كما تلمح ذلك على صفحات هذا الكتاب.
إن خلاصة منهاجه وما أراد أن ينقله للناس قد أودعه وبيَّنه في كتابه “حقائق عن التصوف” الذي كان بحق فتحاً في علم الشريعة والطريقة والحقيقة، فتلقاه الناس بالقبول والانتفاع على مختلف طبقاتهم، واستفاد منه خلق كثير.
كان للشيخ كرامات كثيرة وكشوفات واضحة، ولكنه كان يعرض عن كل ذلك ويُحَذِّر إخوانه من الركون إلى الكرامات والكشوفات، ويقرر أن أعظم الكرامات الاستقامة على شرع الله عز و جل، وكان يعرف الطريقة فيقول رحمه الله تعالى: الطريقة هي العمل بالشريعة.
“دعي مرة إلى وليمة طعام لأحد التجار، فلما أكل بعض اللقيمات استأذن من صاحب البيت ليغسل فاه، فقام الشيخ رحمه الله تعالى فتقايأ وأخرج كل ما أكله، وقال لصاحب الدعوة: أنت تأخذ بعض الأموال من البنوك بالربا، والله حارب المرابي، إذا أردت أن آتي لعندك ثانية فلا تطعمني من طعامك، فتاب الرجل من فورها، ولم يمض عليه سنة حتى صحح معاملته من الربا وأصبح من الصالحين المشهود لهم بالصلاح بعد ذلك”.
ويعرف الشيخ رحمه الله تعالى التصوف فيقول: “التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف”.
“سعى مرة في الإصلاح بين زوجين، وخلال ذلك اطلع على ظلم الرجل وتسلطه، فنصحه، ولكن الرجل حمل الحقد والضغينة، عوضاً من أن يستجيب للنصح، وبعد مدة من الزمن، استغفل الرجلُ الشيخَ في ممر معتم قرب جامع ساحة حَمَد، فتهجم عليه وطعنه بأداة حادة على وجهه قرب فمه، فسال الدم من الشيخ، فهرب الرجل، ونُقل الشيخ إلى المستشفى، وترك علامة على وجه الشيخ لم تمحها الأيام حتى توفاه الله، ولكن أخلاق النبوة التي كان متحلياً بها الشيخ دعته إلى العفو والمسامحة والصفح، فتوفي الرجل بعد أشهر، فكان أولَ المصلين عليه صلاة الجنازة الشيخُ رحمه الله تعالى”.
أُكْرِمَ رحمه الله تعالى بمجاورة النبي المصطفى في المدينة المنورة قرابة خمس سنوات، ثم أقام بالأردن بعمان يدعو إلى الله تعالى، كما هو شأن الصادقين المتحققين حيثما حلوا ونزلوا، فاستفاد منه خلق كثير من علمه وحاله ودعوته.
وفي سنة 1991 سافر إلى تركيا لزيارة بعض إخوانه، فاشتد عليه المرض هناك، فأدخل المشفى في مدينة مرعش، ثم نُقل بعد ذلك إلى استانبول ودخل أحد مشافيها.
تعجب القائمون على معالجته من أطباء ومختصين، كيف لا يتوجع أو يظهر ألماً، وهو ساكت لا يتكلم، مستغرق بقلبه وببصره وبكله إلى الله تعالى.
فأراد أحد أولاده أن يطمئن عن شعوره وإحساسه وإدراكه، وعن غيبته التي طالت، وعن عقله وهو لا يكلم أحداً، وكان بينه وبين والده - رحمه الله تعالى - ملاطفة ومدارسة فسأله عن بيت من الشعر كان قد سمعه منه رحمه الله تعالى ليثبت للموجودين آنذاك بأن الله تعالى هو يتولى الصالحين، وأنه كامل الوعي والإحساس والعقل، ولكنه منجذب بمحبة الله تعالى ومستغرق به سبحانه وتعالى، فذكّره بهذا البيت من الشعر:
يا سائلي عن رسول الله كيف سها والسهو...
ثم سكت وقال له: يا سيدي من فضلك أكمل لي هذا البيت وكان يمازحه، فالتفت إليه وقال متمماً:
والسهو عن كل قلبٍ غافلٍ لاهي
سها عن كل شيء سرُّه فسها
عمَّا سوى الله فالتعظيم لله

وأعاد شطر البيت مراراً: والسهو عن كل قلبٍ غافلٍ لاهيٍ.
ثم دمعت عيناه رحمه الله تعالى وبكى ولم يكلم أحداً بعدها.
كان انتقاله رحمه الله تعالى إلى جوار ربه، عشية يوم السبت الساعة السادسة، في الثامن عشر من ربيع الآخر سنة اثنتي عشر وأربع مائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق للسادس والعشرين من تشرين الأول سنة إحدى وتسعين وتسع مائة وألف للميلاد ( 18 ربيع الآخر 1412 هـ 26 تشرين الأول 1991م) وكان مثواه الأخير بجوار الصحابي الجليل سيدنا أبي أيوب الأنصاري في استانبول، فخسر المسلمون بموته علماً عاملاً ومرشداً كاملاً من أعلام الطريق والدعوة إلى الله تعالى، تغمده الله برحمته وأعلى مقامه، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وقد نُقِشَ على قبره قول الله عز و جل .
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً النساء100
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ[النمل: 19].
اللهم احشرنا معه تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

اجازة سيدي الشيخ عبد القادر عيسى


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه صورة لأجازة سيدي الشيخ عبد القادر عيسى الحلبي
من المربي الكبير سيدي العارف بالله
الشيخ محمد الهاشمي التلمساني
رحمهما الله تعالى


الأحد، 16 أغسطس 2009

جامع العادلية في حلب برعاية سيدي الشيخ عبد القادر عيسى



جامع العادلية




موقعه :


ساحة بزة محلة السفاحية .



تاريخه :

بناه" محمد باشا بن أحمد باشا بن دوقة كين" سنة 963هـ ـ1555 م .
في عهد السلطان العثماني سليمان الأول القانوني .
وفي سنة 1322 هـ ـ1903 م.سدّ باب الميضأة من الدهليز الغربي
وفتح عوضه باب في رحبة الجامع قرب حوضه المكشوف .
أصلحه وزينه قولي الوقف فؤاد بك العادلي سنة 1342هـ ـ 1923 م .

عناصره :

صحن فسيح مدخلان شرقي وغربي ثم صحن فسيح وقبلية يتقدمها رواقان متتابعان وموضأ وغرف للإمام والمؤذن وحديقة غنّاء واسعة الأرجاء تحيط بالقبلية من كل جانب. وللجامع مئذنة شاهقة تتوازن تماما" مع القبة العالية .


الوصف الهندسي والمعماري :

يعد جامع العادلية من روائع العمارة الإسلامية في حلب وهو نموذج لفن العمارة العثمانية من حيث التخطيط والقواعد المعمارية والفنية . وأهم ما يتميز به هو التناسق الرائع بين أجزائه وتكويناته كما يمتاز بتعدد المجموعات والوحدات والعناصر الزخرفية والكتابة التي شملت كافة أجزاء المبنى .
ومما يزيد في جماله وبهائه جمعه بين البساطة في الخارج والفن الزخرفي في الداخل وتحقيق التدرج في الانتقال بينهم ،فينتقل المشاهد من بساطة المدخل وجماله إلى رحابة الصحن السماوي ثم الأروقة بلمساتها الفنية ، إلى مدخل القبلية بشموخه وروعته .


المدخل الشرقي :


بسيط خالي من الزخارف عرضه 1.8 م. بابه من الخشب المصفح بالحديد ينتهي في الأعلى بقوس مجزوء يعلوه ويبرز عنه عقد مدبب مفصّص . يؤدي إلى ممر طويل (33.2 ×3.35)م.مسقوف بالأقبية وينتهي بصحن الجامع .

المدخل الغربي :


بوابة ضخمة عرضها 2.6 م.مؤلفة من درفتين كبيرتين من الخشب المصفح بالحديد يعلوها قوس مدبب بكورنيش حجري ذو زخارف بسيطة . تنفتح هذه البوابة على بهو صغير أبعاده(30.4 –2.8) م .
مغطى بقبو سريري مدبب يليه ممر طويل مكشوف في جهته الجنوبية دورات المياه. وينتهي بدرج يصعد إلى المدخل الثاني وعرضه 1.5 م .



يؤدي إلى بهو مدرج بسبع درجات أبعاده (3 ×2.6) م . مسقوف بقبة كروية وينفتح على صحن الجامع .
وبين المدخلين يوجد من الجهة الغربية والشمالية مدخل يصعد منه إلى السطح .


صحن الجامع :


فسيح ذو مسقط شبه منحرف .طول ضلعه الجنوبي 51.5 م . يتوسطه بركة ماء دائرية الشكل مغطاة بمظلة خشبية سداسية الشكل محمولة على ستة أعمدة من الحجر الأصفر وذات تيجان بسيطة يتوسط هذه المظلة قبة خشبية مدببة مصفحة بالمعدن.أرض الصحن مفروشة بالحجارة البيضاء المصقولة .
أما أرض الصحن حول البركة فمفروشة بالرخام الأبيض والأصفر والحجر الأصفر والحجر الأسود انتظمت في أشكال هندسية بديعة .




في الجهة الغربية توجد ثلاثة غرف إحداها في الزاوية الشمالية وهي غرفة المؤذن أبعادها (4.4 ×4.4) م. مسقوفة بقبوين متقاطعين ، ويتضمن السقف فتحة تهوية على شكل ملتف. أما الغرفة الثانية فهي للاستقبال وأبعادها (4.5 ×4.4) م . مسقوفة بقبة كروية صغيرة ملحق بها مطبخ صغير وساحة مكشوفة داخلية صغيرة تضم مستودع ودورة مياه.
أما الغرفة الثالثة فهي غرفة الإمام وأبعادها (5.4 ×4.5)م . مسقوفة بقبة كروية صغيرة . ويلحظ في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن موضأ واسع مكشوف .




الرواقين :


هما متتالين ملتحمين يتقدمان القبلية من الجهة الشمالية ، تكسو أرضهما الحجارة الصفراء والمصقولة.الرواق الأول داخلي يقوم على مصطبة مرتفعة منخفض في منتصفها عند مدخل القبلية . يعلو هذا الرواق خمس قباب ترتكز على عقود مدببة محمولة على جدران القبلية من الجهة الجنوبية وعلى دعامات حجرية دائرية المقطع تعلوها تيجان من المقرنصات الدقيقة .
أما الرواق الخارجي فهو محيط بالرواق الأول. مسقوف بسقف بيتوني مستوي محمول على سبعة عشر عقدا" مدببا" محمولة بدورها على أعمدة حجرية دائرية بتجان مزخرفة بالمقرنصات والمتدليات الدقيقة الصنع والتي تختلف من تاج لآخر. ترتبط هذه التيجان مع بعضها بأربطة معدنية تحول دون انفراجها تحت ثقل السقف والعقود. وفي الجهة الغربية للرواق موضأ بأبعاد (13.8 × 6.6)م. بسقف بيتوني مستوي .
وفي الركن الغربي للموضأ درج مستقيم يصعد إلى الطابق العلوي المبني فوق غرفة الإمام ، وهو عبارة عن صالة كبيرة أبعادها (5.4×4.5) م. ذات سقف بيتوني مستوي .




القبلية :


ذات مسقط مربع طول ضلعه 15.6 م. يتم الدخول إليها من ضلعها الشمالي عبر مدخل واحد عرضه 1.8 م. مؤلف من درفتين خشبيتين تكسوها زخارف هندسية بديعة وتتوضع عليه ثلاث أشرطة نحاسية ذات كتابات تاريخية . وينتهي الباب في الأعلى بقوس مجزوء مبني بالمداميك الصفراء والسوداء ، وتعلوه لوحة كتابية مزخرفة محفور عليها بخط الثلث آيات قرآنية .

يتقدم المدخل ردهة صغيرة على جانبها تجويفين مضلعين على هيئة المحاريب تعلو كل منها نصف قبة مدببة من المقرنصات الدقيقة بديعة الشكل. ويحد ردهة المدخل من الجانبين عمودين دائريين من الرخام الأبيض ويزين بدن كل عمود نقوش نباتية رائعة ويعلوه تاج رخامي مقرنص .
أما سقف الردهة فيتشكل من نصف قبة مدببة ومقرنصات ذات متدليات حجرية رائعة. يزين واجهة المدخل من الأعلى عقد مدبب تكونت مداميكه من الحجارة الصفراء والسوداء المتداخلة.أما من الداخل فيعلو باب القبلية لوحة بشكل قوس مدبب من القاشاني الملون بالأزرق والأبيض عليه صور نباتية متعانقة يتوسطها قاشاني أزرق مكتوب عليه بخط الثلث آية قرآنية.ويعلو المدخل قبو سريري يحمل سدّة خشبية مرتفعة يصعد إليها من درج حلزوني داخلي يقع على يمين المدخل. تنفتح القبلية على كافة جهاتها وتطل على الحديقة العامة بعشرة نوافذ كبيرة عرض كل منها (1.4) م . ويعلو كل نافذة لوحة زخرفية على شاكلة اللوحة التي تعلو باب القبلية .

يتوسط الجدار الجنوبي للقبلية محراب يعد من روائع المحاريب في حلب ، في زخارفه وعظمة بنائه وجودة رخامه (الأبيض والأسود والأخضر)، ويوجد في صدره شريط كتابي زخرفي من الآيات القرآنية. وينتهي المحراب في الأعلى بنصف قبة كروية مدببة تحمل مقرنصات مدببة في غاية الدقة والجمال.
ويزين واجهة المحراب من الأعلى عقد مدبب من الرخام الأبيض والأسود تعلوه جبهة ذات سطح زخرفي من الصور النباتية ، وتختم الواجهة بكورنيش حجري بارز من المقرنصات الدقيقة وعلى يمين المحراب منبر رخامي أبيض التكوين تزين حشواته الجانبية إطارات بسيطة من الرخام الأصفر والأسود ، له باب خشبي تكسوه زخارف هندسية دقيقة مطعمة بالصدف يعلوه تاج من المقرنصات .
أما مكان وقوف الخطيب فيعلوه هرم ثماني الوجوه محمول على أربع عقود مدببة تستند إلى أربعة دعائم رخامية رشيقة .
تعلو جدران القبلية ثلاث نوافذ زجاجية ملونة أجملها النافذة الجنوبية التي تعلو المحراب فهي مغطاة بالجص المعشق بالزجاج الملون وبأشكال زخرفية نباتية غاية في الدقة والجمال .

أما سقف القبلية فهو عبارة عن قبة كروية مرتفعة واسعة القطر تكسوها ألواح من الرصاص ، وهي محمولة على عنق دائري يتضمن ستة عشر نافذة ويدعمه من الخارج ثمانية أكتاف حجرية موزعة عند الزوايا ويحمل عنق القبة ثمانية عقود كبيرة مدببة ، أربعة منها ملتحمة مع الجدران الأربعة، أما العقود التي عند الزوايا فهي تشكل أنصاف قباب كروية تتألف من تسلسل عدة طبقات من المقرنصات على شكل خلايا فراغية وذلك في النصف السفلي منها، أما النصف العلوي فهو سطح خالي من المقرنصات وإنما ينفتح فيه قمريتان لدخول النور يغطيهما الزجاج الملون .
يعلو نوافذ القبلية من الداخل شريط كتابي زخرفي ملون يتضمن أسماء الله الحسنى، وفي أعلى القبة من الداخل نجد لوحة مرسومة مؤلفة من عدة دوائر ذات مركز واحد تتضمن زخارف نباتية ملونة متشابكة بأشكال في غاية الدقة والجمال .
تعلو الزاوية الشمالية الغربية من القبلية سدّة خشبية محمولة على ثلاثة أعمدة رخامية ذات تيجان مقرنصة .

أما الواجهات الخارجية للقبلية فهي غنية بالتكوينات والعناصر الزخرفية وخاصة الواجهة الشمالية حيث يحيط بالنوافذ مداميك متناوبة من الحجر الأسود والأصفر، يعلو كل نافذة لوحة زجاجية من القاشاني على شكل قوس تضم زخارف نباتية رائعة، ويحيط بالنافذة من جهاتها الأربعة إطار من الأفاريز البسيطة. كما يوجد على الواجهة محرابين صغيرين مضلعين يعلو كل منهما المقرنصات ، أحدهما في الطرف الغربي من الواجهة والآخر في الطرف الشرقي منها .

المئذنة :


شاهقة الارتفاع تقع غربي الجامع بالقرب من القبلية (الجزء الغربي من القبلية) ويتم الدخول إليها من الزاوية الجنوبية الغربية للرواق .
تقوم المئذنة على قاعدة مربعة ضخمة تتحول في أعلاها إلى الشكل المثمن ثم إلى الشكل المضلع بواسطة خلايا فراغية على شكل رؤوس هرمية مقلوبة .
وعند سطح الرواق يبدأ بدن المئذنة بالارتفاع بمسقط مضلع وستة عشر ضلعا" خالية من أية زخارف أو نقوش ويحيط به من الأسفل إلى الأعلى طوقين بارزين من الحجر الأسود ويعلو الطرف العلوي مداميك من الحجر الأسود والأبيض متداخلة. وتتضمن بدن المئذنة سبعة نوافذ صغيرة تنير درج المئذنة الحلزوني . يرتفع بدن المئذنة قرابة (34) م . حيث ينتهي في الأعلى بالمقرنصات الكبيرة التي تحمل شرفة دائرية ذات درابزين حجري مخرم بمربعات صغيرة .
وفوق الشرفة يقوم الجوسق المضلع ويرتفع حوالي سبعة أمتار وينتهي في الأعلى بشريط من المقرنصات يعلوه ذروة مخروطية الشكل مصفحة بالرصاص المضلع ارتفاعها (5.5)م .