الأحد، 16 أغسطس 2009

جامع العادلية في حلب برعاية سيدي الشيخ عبد القادر عيسى



جامع العادلية




موقعه :


ساحة بزة محلة السفاحية .



تاريخه :

بناه" محمد باشا بن أحمد باشا بن دوقة كين" سنة 963هـ ـ1555 م .
في عهد السلطان العثماني سليمان الأول القانوني .
وفي سنة 1322 هـ ـ1903 م.سدّ باب الميضأة من الدهليز الغربي
وفتح عوضه باب في رحبة الجامع قرب حوضه المكشوف .
أصلحه وزينه قولي الوقف فؤاد بك العادلي سنة 1342هـ ـ 1923 م .

عناصره :

صحن فسيح مدخلان شرقي وغربي ثم صحن فسيح وقبلية يتقدمها رواقان متتابعان وموضأ وغرف للإمام والمؤذن وحديقة غنّاء واسعة الأرجاء تحيط بالقبلية من كل جانب. وللجامع مئذنة شاهقة تتوازن تماما" مع القبة العالية .


الوصف الهندسي والمعماري :

يعد جامع العادلية من روائع العمارة الإسلامية في حلب وهو نموذج لفن العمارة العثمانية من حيث التخطيط والقواعد المعمارية والفنية . وأهم ما يتميز به هو التناسق الرائع بين أجزائه وتكويناته كما يمتاز بتعدد المجموعات والوحدات والعناصر الزخرفية والكتابة التي شملت كافة أجزاء المبنى .
ومما يزيد في جماله وبهائه جمعه بين البساطة في الخارج والفن الزخرفي في الداخل وتحقيق التدرج في الانتقال بينهم ،فينتقل المشاهد من بساطة المدخل وجماله إلى رحابة الصحن السماوي ثم الأروقة بلمساتها الفنية ، إلى مدخل القبلية بشموخه وروعته .


المدخل الشرقي :


بسيط خالي من الزخارف عرضه 1.8 م. بابه من الخشب المصفح بالحديد ينتهي في الأعلى بقوس مجزوء يعلوه ويبرز عنه عقد مدبب مفصّص . يؤدي إلى ممر طويل (33.2 ×3.35)م.مسقوف بالأقبية وينتهي بصحن الجامع .

المدخل الغربي :


بوابة ضخمة عرضها 2.6 م.مؤلفة من درفتين كبيرتين من الخشب المصفح بالحديد يعلوها قوس مدبب بكورنيش حجري ذو زخارف بسيطة . تنفتح هذه البوابة على بهو صغير أبعاده(30.4 –2.8) م .
مغطى بقبو سريري مدبب يليه ممر طويل مكشوف في جهته الجنوبية دورات المياه. وينتهي بدرج يصعد إلى المدخل الثاني وعرضه 1.5 م .



يؤدي إلى بهو مدرج بسبع درجات أبعاده (3 ×2.6) م . مسقوف بقبة كروية وينفتح على صحن الجامع .
وبين المدخلين يوجد من الجهة الغربية والشمالية مدخل يصعد منه إلى السطح .


صحن الجامع :


فسيح ذو مسقط شبه منحرف .طول ضلعه الجنوبي 51.5 م . يتوسطه بركة ماء دائرية الشكل مغطاة بمظلة خشبية سداسية الشكل محمولة على ستة أعمدة من الحجر الأصفر وذات تيجان بسيطة يتوسط هذه المظلة قبة خشبية مدببة مصفحة بالمعدن.أرض الصحن مفروشة بالحجارة البيضاء المصقولة .
أما أرض الصحن حول البركة فمفروشة بالرخام الأبيض والأصفر والحجر الأصفر والحجر الأسود انتظمت في أشكال هندسية بديعة .




في الجهة الغربية توجد ثلاثة غرف إحداها في الزاوية الشمالية وهي غرفة المؤذن أبعادها (4.4 ×4.4) م. مسقوفة بقبوين متقاطعين ، ويتضمن السقف فتحة تهوية على شكل ملتف. أما الغرفة الثانية فهي للاستقبال وأبعادها (4.5 ×4.4) م . مسقوفة بقبة كروية صغيرة ملحق بها مطبخ صغير وساحة مكشوفة داخلية صغيرة تضم مستودع ودورة مياه.
أما الغرفة الثالثة فهي غرفة الإمام وأبعادها (5.4 ×4.5)م . مسقوفة بقبة كروية صغيرة . ويلحظ في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن موضأ واسع مكشوف .




الرواقين :


هما متتالين ملتحمين يتقدمان القبلية من الجهة الشمالية ، تكسو أرضهما الحجارة الصفراء والمصقولة.الرواق الأول داخلي يقوم على مصطبة مرتفعة منخفض في منتصفها عند مدخل القبلية . يعلو هذا الرواق خمس قباب ترتكز على عقود مدببة محمولة على جدران القبلية من الجهة الجنوبية وعلى دعامات حجرية دائرية المقطع تعلوها تيجان من المقرنصات الدقيقة .
أما الرواق الخارجي فهو محيط بالرواق الأول. مسقوف بسقف بيتوني مستوي محمول على سبعة عشر عقدا" مدببا" محمولة بدورها على أعمدة حجرية دائرية بتجان مزخرفة بالمقرنصات والمتدليات الدقيقة الصنع والتي تختلف من تاج لآخر. ترتبط هذه التيجان مع بعضها بأربطة معدنية تحول دون انفراجها تحت ثقل السقف والعقود. وفي الجهة الغربية للرواق موضأ بأبعاد (13.8 × 6.6)م. بسقف بيتوني مستوي .
وفي الركن الغربي للموضأ درج مستقيم يصعد إلى الطابق العلوي المبني فوق غرفة الإمام ، وهو عبارة عن صالة كبيرة أبعادها (5.4×4.5) م. ذات سقف بيتوني مستوي .




القبلية :


ذات مسقط مربع طول ضلعه 15.6 م. يتم الدخول إليها من ضلعها الشمالي عبر مدخل واحد عرضه 1.8 م. مؤلف من درفتين خشبيتين تكسوها زخارف هندسية بديعة وتتوضع عليه ثلاث أشرطة نحاسية ذات كتابات تاريخية . وينتهي الباب في الأعلى بقوس مجزوء مبني بالمداميك الصفراء والسوداء ، وتعلوه لوحة كتابية مزخرفة محفور عليها بخط الثلث آيات قرآنية .

يتقدم المدخل ردهة صغيرة على جانبها تجويفين مضلعين على هيئة المحاريب تعلو كل منها نصف قبة مدببة من المقرنصات الدقيقة بديعة الشكل. ويحد ردهة المدخل من الجانبين عمودين دائريين من الرخام الأبيض ويزين بدن كل عمود نقوش نباتية رائعة ويعلوه تاج رخامي مقرنص .
أما سقف الردهة فيتشكل من نصف قبة مدببة ومقرنصات ذات متدليات حجرية رائعة. يزين واجهة المدخل من الأعلى عقد مدبب تكونت مداميكه من الحجارة الصفراء والسوداء المتداخلة.أما من الداخل فيعلو باب القبلية لوحة بشكل قوس مدبب من القاشاني الملون بالأزرق والأبيض عليه صور نباتية متعانقة يتوسطها قاشاني أزرق مكتوب عليه بخط الثلث آية قرآنية.ويعلو المدخل قبو سريري يحمل سدّة خشبية مرتفعة يصعد إليها من درج حلزوني داخلي يقع على يمين المدخل. تنفتح القبلية على كافة جهاتها وتطل على الحديقة العامة بعشرة نوافذ كبيرة عرض كل منها (1.4) م . ويعلو كل نافذة لوحة زخرفية على شاكلة اللوحة التي تعلو باب القبلية .

يتوسط الجدار الجنوبي للقبلية محراب يعد من روائع المحاريب في حلب ، في زخارفه وعظمة بنائه وجودة رخامه (الأبيض والأسود والأخضر)، ويوجد في صدره شريط كتابي زخرفي من الآيات القرآنية. وينتهي المحراب في الأعلى بنصف قبة كروية مدببة تحمل مقرنصات مدببة في غاية الدقة والجمال.
ويزين واجهة المحراب من الأعلى عقد مدبب من الرخام الأبيض والأسود تعلوه جبهة ذات سطح زخرفي من الصور النباتية ، وتختم الواجهة بكورنيش حجري بارز من المقرنصات الدقيقة وعلى يمين المحراب منبر رخامي أبيض التكوين تزين حشواته الجانبية إطارات بسيطة من الرخام الأصفر والأسود ، له باب خشبي تكسوه زخارف هندسية دقيقة مطعمة بالصدف يعلوه تاج من المقرنصات .
أما مكان وقوف الخطيب فيعلوه هرم ثماني الوجوه محمول على أربع عقود مدببة تستند إلى أربعة دعائم رخامية رشيقة .
تعلو جدران القبلية ثلاث نوافذ زجاجية ملونة أجملها النافذة الجنوبية التي تعلو المحراب فهي مغطاة بالجص المعشق بالزجاج الملون وبأشكال زخرفية نباتية غاية في الدقة والجمال .

أما سقف القبلية فهو عبارة عن قبة كروية مرتفعة واسعة القطر تكسوها ألواح من الرصاص ، وهي محمولة على عنق دائري يتضمن ستة عشر نافذة ويدعمه من الخارج ثمانية أكتاف حجرية موزعة عند الزوايا ويحمل عنق القبة ثمانية عقود كبيرة مدببة ، أربعة منها ملتحمة مع الجدران الأربعة، أما العقود التي عند الزوايا فهي تشكل أنصاف قباب كروية تتألف من تسلسل عدة طبقات من المقرنصات على شكل خلايا فراغية وذلك في النصف السفلي منها، أما النصف العلوي فهو سطح خالي من المقرنصات وإنما ينفتح فيه قمريتان لدخول النور يغطيهما الزجاج الملون .
يعلو نوافذ القبلية من الداخل شريط كتابي زخرفي ملون يتضمن أسماء الله الحسنى، وفي أعلى القبة من الداخل نجد لوحة مرسومة مؤلفة من عدة دوائر ذات مركز واحد تتضمن زخارف نباتية ملونة متشابكة بأشكال في غاية الدقة والجمال .
تعلو الزاوية الشمالية الغربية من القبلية سدّة خشبية محمولة على ثلاثة أعمدة رخامية ذات تيجان مقرنصة .

أما الواجهات الخارجية للقبلية فهي غنية بالتكوينات والعناصر الزخرفية وخاصة الواجهة الشمالية حيث يحيط بالنوافذ مداميك متناوبة من الحجر الأسود والأصفر، يعلو كل نافذة لوحة زجاجية من القاشاني على شكل قوس تضم زخارف نباتية رائعة، ويحيط بالنافذة من جهاتها الأربعة إطار من الأفاريز البسيطة. كما يوجد على الواجهة محرابين صغيرين مضلعين يعلو كل منهما المقرنصات ، أحدهما في الطرف الغربي من الواجهة والآخر في الطرف الشرقي منها .

المئذنة :


شاهقة الارتفاع تقع غربي الجامع بالقرب من القبلية (الجزء الغربي من القبلية) ويتم الدخول إليها من الزاوية الجنوبية الغربية للرواق .
تقوم المئذنة على قاعدة مربعة ضخمة تتحول في أعلاها إلى الشكل المثمن ثم إلى الشكل المضلع بواسطة خلايا فراغية على شكل رؤوس هرمية مقلوبة .
وعند سطح الرواق يبدأ بدن المئذنة بالارتفاع بمسقط مضلع وستة عشر ضلعا" خالية من أية زخارف أو نقوش ويحيط به من الأسفل إلى الأعلى طوقين بارزين من الحجر الأسود ويعلو الطرف العلوي مداميك من الحجر الأسود والأبيض متداخلة. وتتضمن بدن المئذنة سبعة نوافذ صغيرة تنير درج المئذنة الحلزوني . يرتفع بدن المئذنة قرابة (34) م . حيث ينتهي في الأعلى بالمقرنصات الكبيرة التي تحمل شرفة دائرية ذات درابزين حجري مخرم بمربعات صغيرة .
وفوق الشرفة يقوم الجوسق المضلع ويرتفع حوالي سبعة أمتار وينتهي في الأعلى بشريط من المقرنصات يعلوه ذروة مخروطية الشكل مصفحة بالرصاص المضلع ارتفاعها (5.5)م .